من خلال عقدين أو أكثر قليلا شهد قطاع السياحة فى مصر بالتطورات فى أوضاع السياحة العالمية ، علاوة على تأثرها
بأحداث عالمية ومحلية مختلفة . ولأن السياحة أحد قطاعات
الأقتصاد الوطني ، وباسترتيجية التنمية بصفة عامة . لذلك هناك
ضرورة لإلقاء الضوء على هذه التطورات والتعرف على المستجدات للوصول إلى صورة أكثر وضوحا وشمولا للأوضاع
الراهنة لقطاع السياحة فى مصر .
استراتيجية التنمية السياحية :_
حظيت السياحة خلال العقدين الماضيين بأولوية كبيرة فى
استراتيجية التنمية ، واعتبرت أحد أهم قطاعات الأقتصاد الوطني
ويبدو ذلك جليا فى وثيقة أصدرتها وزارة السياحة ١٩٩٦ وأطلقت
عليها "عصر من السياحة " للتعبير عن إنجازات السياحة خلال ١٥
عاما هى فترة حكم الرئيس مبارك حتى ذلك الوقت والمقتطفات
التالية تعبر عن هذه الأهمية خير تعبير .
" أننى أقرر أن ماتحقق من بناء سياحي يمثل بداية حقيقية
لنهضة سياحية كبرى فى مصر .... لابد أن نحققها ونتيح لها كافة
العناصر اللازمة للنجاح" (الرئيس مبارك) "ظهر أهتمام الرئيس مبارك بدفع جهودالتنمية السياحية مبكرا وجليا فى زياراته المتكررة لمواقع المشروعات السياحية وتشجيعه للمستثمرين بتذليل كافة المعوقات التي كانت تواجههم ، وزياراته المتعددة
أيضا للمواقع الأثرية ذات الجذب للسياحة العالمية للإلتقاء بالسائحين والأطمئنان إلى أنهم ينعمون فى مصر بالأمان والمتعة
الثقافية الرفيعة
المعالم الرئيسة لاستراتيجية التنمية السياحية فيمكن إيجازها
فيما يلي ، بالرجوع إلى الوثيقة نفسها :_
١_ تنشيط حركة السياحة الوافدة من خلال حملة مكثفة للعلاقات
العامة مع أجهزة الأعلام الدولى ، وخطة تسويقه واعلانية علمية مدروسة .
٢_ تنوع المنتج السياحى ليلبي كافة احتياجات السائحين من سياحة أثرية وسياحة المنتجعات ، والسياحة العلاجية ، وسياحة المؤتمرات والحوافز ، والسياحة البيئية والصحرواية ، وسياحة المهرجانات الفنية والثقافية زالرياضية ، وسياحة المشتروات وغيرها .
وبهدف تنوع المنتج السياحى بوجه خاص الاهتمام بسياحة الشواطئ التي تجذب السائح والقيام بزيارات متكررة لمصر .
٣_ تنوع الاسواق المصدرة للسياحة الي مصر بالاهتمام بأسواق جديدة مثل : اليابان وكوريا الجنوبية وجنوب افريقيا .
٤_ دعم ومساندة قطاع السياحة الخاص كل المشاكل التي تواجهها وتقديم المزيد من الضمانات والمزايا والتيسيرات له ، وفتح آفاق جديدة لتوظيف أستثماره وتعظيم عوائده .
٤_ الأهتمام بالجودة السياحية وبمستوى الخدمات المقدمة للسائحين وللمستثمرين ، وتشجيع الأستثمارات السياحية الجديدة ، من خلال خطط شاملة ترعى البيئة والحفاظ على الموارد والثروات الطبيعية النادرة .
٥_ الانفتاح على التطورات السياحية العالمية والاحتفاظ لمصر بدورها السياحى الرائد على المستوى الاقليمى .
وقد اتخذت الدولة خطوات عملية وتنفيذية في محاولة للانتقال بأهداف هذه الأستراتيجية الي أرض الواقع نذكرها فيما يلي :
١_ إصدار التشريعات والقرارات المحفزة على الاستثمار الخاص في السياحة .
٢_ الاتجاه لتنويع المنتج السياحي بالتوسع فى مناطق سياحية
جديدة مع توفير البنية الأساسية والأراضي لجذب الأستثمارات
لهذه المناطق .
٣_ بناء مطارات جديدة وتحسين المطارات القائمة من أجل مزيد من جذب السائحين والاستثمارات السياحية .
٤_ إقامة المهرجانات الفنية والمعارض ، واستضافة المحافل الرياضية الدولية والمؤتمرات وزيادة الميزانية المخصصة للدعاية
والترويج بالخارج .
٥_ التأكد على أهمية السياحة فى وسائل الإعلام المختلفة ، بتخصيص برامج تليفزيونية وصفحات متخصصة فى الصحف ،
واحاديث متكررة عن السياحة وأهميتها للأقتصاد القومي من جانب المسؤلين والمستثمرين على حد سواء .
٦_ السعي لتوفير الموارد البشرية بالأستثمارات فى مؤسسات
التعليم والتدريب المتخصصة فى السياحة .
٧_ توفير البنية الأساسية التي تخدم النشاط السياحى من طرق
ومياه وكهرباء وصرف وغيرها ، ومنع تسهيلات إدارية وانتمانية
للمشروعات السياحية فى مجال بناء البنية الأساسية .
ومن أهم التطورات التي استجدت ، تمكين الخروج بعد والخروج
بعد من الملاحظات توجز وتبرز أهم ماورد هذا الشأن :
١_ تخطي السياحة المصرية بأولوية كبيرة فى استرتيجية التنمية
ورغم دور الدولة إلى حد كبير فى الاستثمارات السياحية المباشرة، إلا أنه من المعتقد أنها تسهم إسهاما غير مباشر من خلال
الاستثمار فى المطارات والمواني والبنية الأساسية وفى الثقافية
والأستثمار فى السياحة يتم أساسا بواسطة القطاع الخاص المحلى ، أما الأستثمار الأجنبي فدوره محدود ومعظمة
لرأس المال العربى .
٢_ نمت حركة السياحة الدولية لمصر نموا كبيرا خلال العقود الثلاثة الماضية ، ويعد ذلك انعكاسا لتطور حركة السياحة العالمية والنمو السريع في الطلب السياحى العالمى ، ومن ناحية أخرى لما منحته مصر للسياحة من أولوية متقدمة وما صاحب ذلك من توسع فائق في الخدمات والتسهيلات السياحية ، ومن تنمية لمناطق سياحية جديدة ومع ذلك يسيطر على اتجاه التوسع في حركة السياحة الدولية تقلبات حادة تحدث كل عدة سنوات ، وترجع الي احداث سياسية وإرهابية متكررة ، خاصة خلال عقد التسعينات ، كذلك يلاحظ انخفاض متوسط فترة الاقامة للسائحين بشكل ملحوظ على مدى نفس الفترة ، مما يبطئ حركة نمو عدد الليالى السياحية .
لتحقيق ماتستهدفه دائما استراتيجية التنمية السياحية فى مصر وهو
جذب المزيد من الحركة السياحية الدولية ، اتجهت السياسات السياحية
لتنويع المنتج السياحي . وجهود التنمية والتطوير على منطقتي البحر الأحمر
وجنوب سيناء ، كمناطق شاطئية ذات مناظر طبيعية خلابة ، وثروة الشعاب
المرجانية النادرة . وتعد سياحة الشواطئ أحد الأركان الأساسية للحركة
السياحية الدولية بمصر .
٤_ نمت الطاقة الفندقية فى مصر نمو غير مسبوق على مدى العقدين الماضيين
بل فاق النمو فى الطاقة الفندقية كثير النمو فى عدد الليالي السياحية . كذلك
برزت أشكال جديدة للإقامة الفندقية لم تكن معروفة من قبل فى مصر
وهى الفنادق العائمة والقرى السياحية . والأولى تعمل فيما بين الأقصر وأسوان
أما القرى السياحية تتركز فى المناطق الساحلية للبحر الأحمر وجنوب سيناء
وفى مقابل ذلك تراجع الوزن النسبي للفنادق الثابتة والتي كانت تمثل شكل
الإقامة الأساس حتى النصف الأول من السبعينيات .
٥_ تغير التوزيع الجغرافي للطاقة الفندقية أيضا تغييرا جزريا .
فانخفض نصيب القاهرة فى مجمل الطاقة إلى ، واستحوزت منطقتي البحر
الأحمر وجنوب سيناء على نصيب الأكبر من النمو فى عدد الغرف الفندقية
٦_ على جانب العرض أيضا حدث تزايد ملحوظ فى عدد الشركات السياحية
العاملة فى مصر ، إلا أن أغلبيتها يمارس نشاطه فى مجال السياحة العكسية
أوسياحة المصرين للخارج ، وبالذات فى سفر المصريين للحج والعمرة . وحتى
بالنسبة للشركات التي تعمل فى مجال السياحة الوافدة ، فهذه لايكون لها أى
دور جوهرى فى جلب السائحين وتنظيم رحلاتهم ، ولكن يقتصر دورها على
كونها وكيل منفذ لما تتطلبه شركات السياحة العالمية فى مجال الرحلات
الشاملة .
٧_ تغير هيكل الطلب السياحي لمصر تغير ملحوظا . فبالمقارنة بعقد السبعينات
تراجعت بشكل حاد الأهمية النسبية للسائحين العرب ، وتزايد الوزن النسبي
للسائحين الأوروبين تزايد كبيرا . وقد تبين مدى حاسية عدد السائحين من
كل جنسية للعلاقات الأساسية والأقتصادية التي تربط مصر والدول المرسلة
فقد بدا تدفق السائحين الغربيين بمعدلات عالية لمصر بعد التحولات فى
السياسة الأقتصادية وتوقيع اتفاقية السلام مع إسرائيل . واستمرار تزايد
الأهمية النسبية للأوروبييون فى حركة السياحة بعد ذلك نتيجة لعاملين
الاول :_ تنمية المناطق الساحلية الجديدة على نطاق واسع يجذب أساسا
السائحين من أوروبا لقضاء أجازة على الشاطئ وممارسة رياضة الغوص
والتمتع بالشعاب المرجانية . ويأتى الأوروبيون فى رحلات جماعية شاملة
تنظمها شركات أوروبية متخصصة تستفيد من توجيه الطلب السياحي لهذه
المناطق الجديدة .
الثاني :_ التزايد الملحوظ فى حركة السياحة من أوروبا الشرقية فى أعقاب
التحولات فى أنظمتها وسياسات الهيكلة الرأسمالية التى طبقت فى دولها
أما السائحون العرب فإقبالهم ضعيف على المناطق الساحلية الجديدة حيث
تتركز لياليهم السياحية فى القاهرة الكبرى .
٨_ من أهم المستجدات على جانب الطلب السياحي لمصر ، نمو عدد السائحين
الإسرائيلين نموا سريعا . وأصبحت إسرائيل تمثل مكانة متقدمة ضمن أهم